ما هو Fortune Global Forum؟
يُعد Fortune Global Forum منصة دولية رفيعة تجمع رؤساء الشركات الكبرى والمستثمرين وصنّاع السياسات لمناقشة اتجاهات الاقتصاد العالمي وصياغة رؤى عملية للنمو. يتميز المنتدى بطابعه التنفيذي عالي المستوى وبتنوع جلساته التي تغطي التكنولوجيا والتحول الرقمي والطاقة وسلاسل الإمداد والأسواق الناشئة. منذ إطلاقه في منتصف التسعينيات، أصبح المنتدى نقطة التقاء سنوية لصنّاع القرار الاقتصادي، حيث تمتزج المناقشات الفكرية مع مبادرات عملية واتفاقيات تعاون عابرة للحدود. يُنظر إليه كمساحة لصياغة أجندات الأعمال للعام التالي، وتحديد مخاطر الاقتصاد الكلي والفرص القطاعية، وتمكين القادة من تبادل الخبرات حول الابتكار والحوكمة والاستدامة. هذا الطابع العملي، إلى جانب الحضور الرفيع، يمنح المنتدى تأثيرًا يتجاوز أيام الانعقاد ليطال استراتيجيات الشركات والحكومات على السواء.
لماذا الرياض الآن؟
استضافة الرياض في 2025 تعكس انتقال مركز الثقل الاقتصادي تدريجيًا نحو منطقة الشرق الأوسط، وتؤكد مكانة السعودية كبوابة استثمارية تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا. التوقيت يتقاطع مع تسارع تنفيذ برامج رؤية السعودية 2030، وتنامي الاستثمارات في البنية الرقمية والطاقة النظيفة والصناعات المتقدمة. اختيار الرياض يوفر للمشاركين نافذة مباشرة على سوق واسعة النمو وإصلاحات تشريعية وتنظيمية دعمت سهولة ممارسة الأعمال. كما تمنح الجغرافيا والربط اللوجستي للمملكة ميزة استراتيجية لسلاسل الإمداد الإقليمية. انعقاد المنتدى هنا يتيح كذلك إبراز مشاريع المدن الذكية والتحول الرقمي، ويمنح الشركات العالمية منصة لفهم البيئة الاستثمارية محليًا وشراكات التوطين ونقل المعرفة، دون الحاجة لتعميمات نظرية بعيدة عن واقع السوق.
محاور النسخة الحالية (2025)
تركز أجندة هذا العام على أربع حزم مترابطة: الذكاء الاصطناعي الشامل (توليدي، حوسبة طرفية، مراكز البيانات)، الطاقة والتحول نحو الكربون المنخفض (الهيدروجين، التقاط الكربون، كفاءة الطاقة)، الاقتصاد الرقمي (المدفوعات، الحوسبة السحابية، أمن البيانات والسيادة الرقمية)، وسلاسل الإمداد العالمية (تنويع المنشأ، المرونة، الأطر التنظيمية). يتم تناول هذه المحاور من منظورين متكاملين: استراتيجيات النمو (نماذج أعمال، أسواق جديدة، تمويل) وإدارة المخاطر (حوكمة الذكاء الاصطناعي، الامتثال، أمن المعلومات). ويُمنح اهتمام خاص للتنافسية الإقليمية، وتوطين التقنيات، وبناء المهارات البشرية، بما يضمن تحويل الاستثمارات إلى قدرات مستدامة على المدى الطويل.
مخرجات المنتدى المتوقعة والعملية
- تقليديًا، يفضي المنتدى إلى حزمة مخرجات قابلة للتنفيذ تشمل:
- إعلانات استثمارية ومذكرات تفاهم بين شركات عالمية ونُظراء محليين/إقليميين.
- شراكات تقنية في مجالات السحابة والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات وتوطين مراكز البيانات.
- خرائط طريق قطاعية مختصرة تصوغ أولويات العام المقبل (نموذج تمويل، سياسة، مهارات).
- منصات عمل مشتركة (Working Groups) لمتابعة التنفيذ بعد المنتدى.
- رؤى تنظيمية تساعد على مواءمة سياسات الابتكار مع حماية المنافسة والخصوصية.
- القيمة هنا ليست في عدد الصفقات فحسب، بل في جودة الأطر التي تُحوِّل الاتفاقات إلى أثر مُقاس: نقل تقنية، محتوى محلي، وظائف نوعية، وكفاءة طاقية أعلى.
مساهمة الرياض 2025 في رسم خريطة الاستثمار
تتيح نسخة الرياض مواءمة أجندات رأس المال العالمي مع فرص الاقتصاد السعودي والمنطقة. فالمستثمرون يحصلون على رؤية مباشرة حول المشروعات الكبيرة في الطاقة المستدامة والصناعات المتقدمة والبنية الرقمية، فيما تستفيد الشركات المحلية من الوصول إلى شبكات توريد وتمويل وخبرات تشغيل عالمية. عمليًا، يعزز المنتدى تقاطع ثلاثة مسارات: تمويل البنية التحتية الرقمية، تحالفات تقنية للذكاء الاصطناعي والسحابة، وتوسيع سلاسل القيمة الصناعية. هذه المسارات، عند جمعها، تُسرّع تنويع القاعدة الاقتصادية وتدفع بأسواق جديدة في الخدمات التقنية والاقتصاد المعرفي.
القيمة للحكومات والشركات
للحكومات، يوفر المنتدى منصة عرض سياسات وإصلاحات تشجّع الاستثمار، مع فرصة تلقي تعقيبات مباشرة من التنفيذيين حول التطبيق. وللشركات، يمثل مختبر قرار سريعًا لاختبار فرضيات السوق وبناء علاقات تنفيذية رفيعة تُختصر معها أشهر من التفاوض. وتبرز حوكمة الذكاء الاصطناعي والسيادة الرقمية كموضوعين يتطلبان تنسيقًا وثيقًا بين السياسة العامة ومتطلبات الامتثال المؤسسي. الاستفادة القصوى تتحقق حين تُترجم الحوارات إلى جداول تنفيذ، ومسارات تمويل، ومؤشرات أداء تُراجع دوريًا بعد المنتدى.
لمحة تاريخية مختصرة ودروس مستفادة
تنقّل المنتدى عبر مدن محورية في أميركا وأوروبا وآسيا خلال العقود الماضية، ما أكسبه عدسة متعددة الأقطاب لفهم التحولات. الدرس المتكرر: الاقتصادات التي تجمع بين إطار تنظيمي مرن ورأس مال مغامر وبنية رقمية قوية تُحوّل الحوارات إلى تصنيع وفرص عمل وابتكار قابل للقياس. كما أظهرت النسخ السابقة أن الشراكات عبر القطاعات (تقنية + طاقة + تمويل) تُنتج أثرًا أكبر من الاتفاقات الثنائية الضيقة، خصوصًا حين تقترن بأهداف استدامة واضحة ومؤشرات كفاءة طاقية.
نظرة adelante: ما بعد المنتدى
بعد اختتام فعاليات الرياض 2025، تتجه الأنظار إلى متابعة التنفيذ: فرق عمل موضوعية، جداول زمنية، وحوكمة مشتركة تقيس التقدم. يُنتظر أن تتبلور مبادرات في مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، وتمويل تحوّل الطاقة، وتوطين المهارات. النجاح سيقاس بقدرة الشركاء على تحويل التفاهمات إلى أصول تشغيلية خلال 12–24 شهرًا: سعات حوسبية مضافة، حلول أمنية مُطبقة، استثمارات خضراء، وبرامج مهارات تستوعب التقنيات الجديدة. بهذه الديناميكية، لا يكون المنتدى حدثًا عابرًا، بل محركًا سنويًا يربط رأس المال بالأفكار بالتنفيذ، ويعزز دور السعودية مركزًا للحوار والتطبيق في آنٍ معًا.