شهدت خدمات الحوسبة السحابية "مايكروسوفت أزور" وحزمة Microsoft 365 انقطاعاً واسعاً استمر لساعات طويلة يوم الأربعاء، مما أدى إلى شلل في العديد من المنصات العالمية، من بينها منصات الألعاب مثل "ماينكرافت" و"إكس بوكس لايف"، بالإضافة إلى مواقع شركات كبرى كـ"ستاربكس" و"كوستكو". أكدت الشركة أن السبب يعود إلى تغيير غير مقصود في الإعدادات ضمن خدمة Azure Front Door، مما تسبب بخلل في نظام أسماء النطاقات (DNS) وانقطاع واسع النطاق.


رغم أن مايكروسوفت سارعت إلى إعادة ضبط الإعدادات ونشر النسخة الأخيرة المستقرة من أنظمتها، إلا أن عودة الخدمات تمت بشكل تدريجي بعد أكثر من ثماني ساعات من الانقطاع. تأثرت قطاعات حساسة مثل السفر والطيران، حيث سجلت أعطال في أنظمة "ألاسكا إيرلاينز" ومطار هيثرو في لندن.


التأثير على الأعمال والكلفة

هذا التوقف المفاجئ كشف عن مدى اعتماد الشركات والمؤسسات على بنية تحتية سحابية موحدة، وأعاد إلى السطح المخاوف من مخاطر مركزية الخدمات. أدى الانقطاع إلى خسائر تشغيلية مباشرة نتيجة تعطل منصات البيع الإلكترونية، توقف أنظمة الدفع، وتأخر الخدمات اللوجستية، مما انعكس على الإيرادات اليومية.


اضطرت العديد من الشركات إلى تفعيل خطط الطوارئ والانتقال إلى حلول بديلة مكلفة. ستواجه "مايكروسوفت" تحديات تتعلق بالتعويضات المحتملة وطلبات العملاء لتعزيز مستوى الضمانات.


الثقة في الخدمات السحابية

أعاد الانقطاع التساؤلات حول موثوقية مزودي الخدمات السحابية العالميين. مع تكرار الحوادث بين "مايكروسوفت" و"أمازون" خلال فترة قصيرة، قد تعيد المؤسسات النظر في استراتيجيات التحول الرقمي الخاصة بها، عبر اعتماد مقاربات متعددة المزودين (multi-cloud) لتقليل المخاطر.


أكدت مايكروسوفت أنها أوقفت جميع التحديثات مؤقتاً وأدخلت آليات تحقق إضافية لتفادي تكرار الحادث، مع وعد بنشر تقرير تقني مفصل خلال أسبوعين. ومع ذلك، ترك الانقطاع أثراً واضحاً على سمعة الشركة وأثار نقاشاً أوسع حول الهشاشة المحتملة للبنية التحتية الرقمية العالمية.